دروس من الساحرة المستديرة
Horus University in Egypt in Press
- March 19, 2025
- Views:
44
…دروس من الساحرة المستديرة…
****************************
بقلم ✍️ الأستاذ الدكتور السعيد عبد الهادى رئيس جامعة حورس..
لاحديث يعلو هذه الأيام علي صوت وضجيج كرة القدم، ودموع لاعبنا الدولي محمد صلاح بعد خروج فريقه ليفربول الإنجليزي من دوري أبطال أوروبا. دروس كثيرة يمكن تعلمها من متابعة كرة القدم في الدوريات الأوروبية الكبري مثل دوريات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، ودوري أبطال أوروبا الأكثر متعة وتشويقا وإثارة مقارنة بأية بطولات اخري.
كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولي في مصر ومعظم دول العالم، وتغيرت كثيراً عن كرة القدم التي عرفناها منذ سبعينيات وثمانينات القرن الماضي.
أصبحت كرة القدم بيزنس يقدر بمليارات الدولارات وأصبحت محط اهتمام كل فئات المجتمع. كما تطورت إدارة الأندية والفرق واللاعبين وأصبحت إدارة علمية متخصصة تراعي قواعد الجودة والإدارة الحديثة. وكل يوم هناك دروس مستفادة من بيزنس كرة القدم، مفادها أن النجاح له متطلبات أهمها الاحتراف والتفرغ الكامل وبذل كل الجهد والإعداد الكامل لكل مباراة، واختيار المدرب الجيد والفريق المتكامل وتحقيق الأهداف. هذا المثلث والمعروف باسم التشكيل والتخطيط وتحقيق الأهداف.
(Structure- Process -Outcome)
هذا المثلث هو أساس علم الإدارة، وهو أساس النجاح، ليس فقط في كرة القدم ولكن أيضا في الإدارة التعليمية والصحية وفي كل مجالات الحياة وهذا مانريد إلقاء الضوء عليه.
أولا: تشكيل الفريق (Structure)
كرة القدم لعبة جماعية تعتمد علي حرفية ومجهود كل فرد من أفراد الفريق. لامانع من وجود لاعب أو أكثر من فئة النجم الذهبي (super star)، مثل محمد صلاح ورونالدو وميسي، ولكن يبقي تشكيل الفريق القوي المتجانس هو أساس النجاح. كنت في مانشستر خلال حقبة التسعينيات وكان فريق مانشستر يونيتد هو الفريق الأقوي والأكثر تتويجاً بالبطولات، وعلي العكس كان فريق مانشستر سيتي فريقاً ضعيفاً جدا، يجاهد كل عام للصعود الي الدوري الممتاز، ثم مايلبث أن يعود مرة أخري إلي دوري المظاليم. ثم حدث الفرق بعد شراء النادي من قبل ثري عربي (منصور بن زايد آل نهيان)، والذي اشتري أحسن مدربي ولاعبي العالم، وكانت النتيجة مبهرة، وأصبح فريق السيتي هو فريق البطولات بفضل الدعم المادي وشراء أفضل مدرب وأحسن لاعبين.
ثانيا: الإدارة والتخطيط الجيد (Process)،
المدرب الجيد القادر علي تشكيل الفريق المتجانس، ووضع التخطيط المناسب لكل مباراة، هو الذي يحقق الفوز ويحرز البطولات. كلنا نتذكر الإنجازات التي حققها الراحل محمود الجوهري والكابتن حسن شحاتة مع منتخب مصر. ودولياً، أصبح المدرب هو النجم الأول، وهو أساس نجاح الفريق. كان السير ألكس فيرجسون هو سر نجاح فريق مانشيستر يونيتد، وعندما غاب، تحول فريق الأحلام إلي فريق خارج نطاق المنافسة علي الألقاب. المدربون الكبار أمثال يورجن كلوب وأرني سلوت (مع ليفربول) وجوارديولا (مدرب مانشستر سيتي) وكارلو أنشيلوتي (مدرب ريال مدريد) هم النجوم الكبار وسر النجاح في دوري الكبار في أوروبا حاليا.
ثالثا: تحقيق الاهداف (Outcome),
كان الكابتن محمد لطيف رحمه الله يقول “الكرة أجوان” أي أن النتيجة تحددها إحراز الأهداف.
ومهما كان تشكيل الفريق جيدا، والتخطيط محكما والأداء رائعا، دون إحراز الأهداف ، يكون الفشل هو النتيجة الحتمية.
كرة القدم، مثلها مثل أي بيزنس لاتعترف إلا بالمجهود المبذول والموهبة الفذة، وكسب الجولات وإسعاد الجماهير.
كلما شاهدت مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال الأوروبي ، ومدي الروعة في الأداء والدقة في التكتيك، والمهارة في إحراز الأهداف، ينتابني شعور بالحسرة علي أحوال الدوري المصري، وخوف عميق علي فريقنا القومي لكرة القدم. يجب ألا ننسي أن الفريق المصري عليه واجب هو أن يسعد الجماهير المصرية ويحقق نتائج جيدة في دورة أفريقيا والتأهل لكأس العالم، ولن يتحقق ذلك دون اتباع الأسلوب العلمي في الإدارة الرياضية. اختيار أفضل مدرب، وتشكيل فريق متجانس من أفضل اللاعبيين المحترفين والمحليين، وتوفير الدعم المادي من رعاة الرياضة ومن الدولة، والمساندة المعنوية العالية من الجماهير هي الأساس إذا أردنا أن نحقق نتائج جيدة.
وكل عام وحضراتكم بخير.

Prof. Ibrahim Saber
Board of Trustees Chairman
welcome everybody who participates in building a future for our own country to help it take a considerably distinctive place among nations.