تقدمت خدمة الطوارئ وخاصة خدمات هيئة الاسعاف المصرية، تطوراً هائلاً في العقد الاخير.  وكذلك تحسنت جودة الطرق علي اتساع مصر شرقاً وغرباً. ولكن، مازلنا بحاجة الي عدد اكبر من مستشفيات الطوارئ، وفي حاجة ماسة الي تواجد اطقم الطوارئ المؤهلة والمدربة للتعامل مع حوادث الطرق بطريقة مهنية وفي وقت قياسي.

من اهم مظاهر تقدم البلدان هو مدي اهتمامها بتقديم خدمة طارئة جيدة وسريعة. كنت في انجلترا انظر الي خدمة النقل الجوي بواسطة طائرات الهليكوبتر التي تنقل المرضي والمصابين الي المستشفى بمزيد من الاحترام والتقدير. وتذكرت ان جامعة المنصورة كانت تخطط لتوفير خدمة الاسعاف الطائر عند افتتاح مستشفى الطوارئ جامعة المنصورة في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وهو مالم يتحقق بعد.

الحقيقة، ان الاسعاف المصري متوفر علي مدار الساعة ويتواجد في مكان الحادثة في وقت قياسي، ولكن ماذا يحدث بعد تواجد سيارة الاسعاف ونقل المرضي الي المستشفيات، فهذا ماينقصنا ومازال يتسبب في حدوث مضاعفات ووفيات كان من الممكن تجنبها. مازلت احلم بأن يكون لدينا اطقم من المسعفين قادرة علي التعامل مع الحالات الطارئة. وان يكون عندنا مستشفيات متخصصة في طب الطوارئ في كل محافظة علي الاقل.

حاليا، في منطقة الدلتا، والتي تشمل محافظات الدقهلية والغربية والمنوفية ودمياط وكفر الشيخ والتي تُمثل اكثر من  ٢٠٪؜ من سكان مصر، واذا اضفنا الي هذا الإقليم محافظات شرق ووسط الدلتا، والتي تتقاطع مع الطرق في اقليم الدلتا، سنجد انها تخدم حوالي ثلث سكان مصر (حوابي ٣٥ مليون مواطن)، وحاولنا ان نستكشف عدد مستشفيات الطوارئ التي تستطيع تقديم خدمة متكاملة، فلن نجد سوي مستشفيات جامعة المنصورة وطنطا والزقازيق والمنوفية. وهناك مستشفيات طوارئ تحت الانشاء في جامعات كفر الشيخ  وبورسعيد.

وبنظرة الي الطريق الدولي الساحلي وطريق جمصة والذي يربط محافظات شرق ووسط وغرب وشمال الدلتا، ويرتاده يوميا مئات الآلاف من الطلاب والزائرين لجامعات مدن المنصورة الجديدة ودمياط الجديدة (٣ جامعات في كل مدينة)، فلن تجد مستشفيات مؤهلة لتقديم خدمة طارئة متكاملة متوفر بها تخصصات العظام والجراحة العامة والأوعية الدموية والمخ والاعصاب والقلب والصدر والعيون وغيرها سوي مستشفى الطوارئ جامعة المنصورة.

ومن هذا المنطلق اتقدم بدعوة عاجلة الي معالي وزيري الصحة والتعليم العالي والي رؤساء الجامعات الحديثة في هذه المدن بالتكاتف معاً لبناء مستشفي طوارئ او أكثر في في اقرب وقت ممكن. هذا المقترح قابل للتنفيذ والارض متاحة والامكانيات المادية متوفرة.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.